recent
أخبار ساخنة

قصة اغتصاب لويزا - قصص قصيرة

الصفحة الرئيسية

قصة الفتاة المخطوفة المغتصبة


قصة اغتصاب لويزا - قصص قصيرة

أهب من نومي فزعة ..

وفي الحال أشعر أن الظلام المحيط بي ظلام غريب وغامض !

ظلام مختلف عن الظلام الذي أعرفه في صحوي !

ظلام ذو طابع أعجز عن تعريفهُ وإن كنت أجزم أنه طابع عدواني.

إنقباض شديد يعتصر قلبي فجاة أين أنا ؟ !

ولماذا هنا ؟ !

وكيف جئت الى هنا ؟ !

أبحث عن إجابة لهذه الأسئلة .

أمد يدي إلى الجانب الأخر من السرير لكني سرعان ما استردها بقشعريرة !

لقد لامست أصابعی ظهراً منحنياً . عمود فقرياً وعضلات وشيء بهِ قماش  البيجاما !!

لاشك - إذن - أن رجلاً يرقد الى جواري وأنا لا أعرف من هو !! وبدأت أعتقد أنه لسبب ما - لازلت أجهله - قد جيء بي إلى هنا رغماً عن إرادتي وبالقوة بعبارة أخرى : مخطوفة. 

إن رقدتي هذهِ في فراش واحد بجوار رجل قضيت معه . على أي فرض من الافتراضات - ليلة كاملة الوضع يثير أسوأ الظنون !!

أجل .. رجلان أو أكثر اختطفوني بينما كنت أتمشى في شارع من الشوارع الهادئة . حملونِ مقيدة مكممة في سيارة وأخذوني ليلاً إلى هذه الشقة نوموني بمخدر وجردون من ثيابي وأرقدوني عارية على السرير واغتصبوني !! إن هذا التصور لما عساه قد وقع لي يذهلني !!

يذهلني بمدى طبيعيته ، !!

قصة اغتصاب لويزا - قصص قصيرة


فمن الطبيعي جدا - إن جئنا للحق - أن تتعرض شابة جميلة لمثل هذا النوع من عمليات العنف . بل إني أكاد أقول إن المستغرب الآ تتعرض ! عموما إن الأن ليس مجال هذه التأملات الفلسفية ! المهم الأن هو الخروج - بأي شكل من الأشكال - من هذه الشقة وتسجيل عنوانها بدقة للإبلاغ فورأ عن هؤلاء المختطفين لقد قاموا بالقوة بانتزاعی من صميم حیاتی من اهتمامات من أجوائي المفضلة ! وسوف يدفع هؤلاء الجناة الثمن غاليا غاليا جدا الحمد لله أن أوجد القانون والعدالة والشرطة . من أحبائي


أيصح أن تتعرض حياة الإنسان للقسوة والعذاب دون أن ينال الفاعل جزاءه الرادع ؟ !

قصة اغتصاب لويزا - قصص قصيرة


يدور بخاطرى كل هذا .. وأنا أسحب بحرص وخفة ساقي تحت ثنايا الغطاء دون المساس بالرجل النائم جواری قدمي تلمس بأشمئزاز وبر سجادة لا تقل غربة عن الظلام الذي يخفيها أضع القدم اليسرى أيضا وأجلس لحظة على حافة السرير ثم - بهبة واحدة . أنهض واقفة أحس بأني مرتدية قميص نوم لكنه ليس قمیصی ! قميص غریب لا اعرفه ! غريب لدرجة أنني . فجأة وبعنف - اقتلعه من حول رقبتي واستخلص رأسي منه ! وعارية تماما أتحسس طريقي حتى أعثر على الباب . أفتحه وأغادر الحجرة . ها أنذا في دهليز الشقة ممر عادي جدا ليس له أي طابع مميز ! أربعة أبواب على الجانبين وفي نهايته باب الشقة . بضعة صور معلقة على حائطيه وشماعة للشماسي من النحاس الأصفر وأربعة مصابيح ضئيلة الضوء تنفث بصيصا شاحبا . أشياء تؤكد جو الغربة في المكان وإن كانت ۔ بكآبة - تشيع أيضا الشعور بأن المكان و مألوفه !!


إن المجرمين الذين يستأجرون شقة من أجل أغراضهم الدنيئة ، لا يلتفتون إطلاقا عند تأثيثها لمسألة الأناقة أو الطابع المميز لا يهتم بهذه الأشياء إلا الذين يفكرون في تكوين عش عائلی يشيع فيه الدفء والأصالة . أما المجرمون فيكفيهم توافر الأمن في المكان - أياً كان هذا المكان - لاقتراف جرائمهم . أي أثاث كان يحصلون عليه من أول محل يصادفهم يفي بالغرض . إن العنف كان ولا يزال مکشوف الوجه معدوم الحياء منذ أزمنة الكهوف في عصور ما قبل التاريخ وحتى زمان هذه الشقق الوضيعة عديمة الطابع والشخصية !! الوقت مبكر جدا ... قرب الفجر .. وشعاع رمادي هزيل ينازع ظلاً واهناً في حجرة صغيرة اتجه الأن إليها على أطراف قدمي . أتوقف عند عتبة بابها وأنظر . أری أريكة ومقعدين بمساند ومنضدة وأربعة كراسي ودولاب صغير . كل شيء .  غریب ، عني بشكل مخيف .. ولكنه في الوقت نفسه مألوف ، لدى بشكل مخيف أيضاً !! مألوف .. إذ يغمرني إحساس بأني عايشته من قبل ! فما لاشك فيه أن هذه الحجرة الصغيرة قد شهدت الجانب الأبشع في عملية اختطاف . يشي بذلك : الكؤوس المتناثرة

قصة اغتصاب لويزا - قصص قصيرة

زجاجة الخمر فناجين القهوة .. منافض السجائر المكتظة بالأعقاب .. وعلبة السجائر الملقاة فارغة على الأرض . أتعرف عليها جميعها ... لكنني - في هلع جارف . أنكرها جميعاً !! أتوجه إلى النافذة وأطل ضاغطة بصدري وبطني على زجاجها أقسم أن الشقة تقع في شارع من نفس شاكلتها ! فكما أن الشقة تماثل مئات من الشقق فكذلك الشارع يشابه آلافاً من الشوارع ! تحت بصري صف من السيارات المتعامدة على امتداد الرصيف كأشواك السمك .. والمحلات مازالت مغلقة وأنوارها مطفأة . أسفل العمارة المقابلة : جزارة ومحل للعطور ومحل للأزياء أرى شرفات شقق العمارة ولكني لا أستطيع رؤية السماء لأن - فيما يبدو - بالطابق الثاني مصابيح الشارع مازالت مضيئة بنورها الأصفر المشع في رمادية الجو . حفرة كبيرة في الأسفلت منتصف الطريق . قشعريرة برودة تجعلني أغادر النافذة وأتجه تلقائيا إلى الأريكة الأنكمش فوقها . أحتضن الساقين بالذراعين ليلتصقا بصدری وأستند بوجهي على الركبتين يتضح لي الأن أنني لن أتمكن من الذهاب - کما كنت أنوی ۔ للإبلاغ عن مختطفي

قصة اغتصاب لويزا - قصص قصيرة

ذلك انهم بنقلي إلى هذه الشقة المجهولة الأصل في ذلك الشارع المجهول الأصل . بعيداً عن كل ما كان يشكل كیانی فإنهم - على نحو ما قد جردونِ من « حاسة الشخصية ، !! من أكون ؟ ! لم أعد أعرف !!! من المحتمل أن أكون « أنا .. بقدر ما هو محتمل أن أكون واحدة - أخرى » فإن كنت لا أزال ذات و أنا .. فيحق وينبغي أن أثور . أما إذا كنت واحدة أخرى أصلاً - كما هو يبدو لي - فمن يدريني أن الموقف الذي أتواجد فيه ليس إلا موقفا من مواقفي الطبيعية التي اعتدت عليها .. ومن ثم فليس لي أي حق في الثورة ! بل من يدريني أن هؤلاء الذين اختطفون لم يتمكنوا أساسا من تشکیل شخصية جديدة أكثر مواءمة لأهدافهم ؟ ولكن ماذا تكون أهدافهم هذه .. ؟ ! أذهب في الانكماش إلى أقصى مدى ... على الأريكة الصغيرة تقع عيناي على الكؤوس والفناجين ومنافض السجائر المبعثرة فوق المنضدة وتجول بخاطري فجأة أنه يجب أن أنهض فوراً من على هذه الأريكة .. لأرتدي ثوبا ما .. وأتوجه إلى المطبخ لإحضار


صينية أضع عليها هذه الكؤوس والفناجين والمنافض لکي أغسلها . ثم يجب أن افتح الثلاجة لأصب بعضاً من اللبن في إناء وأضعه على النار .. وأبدأ في إعداد القهوة تغلي إلى أخر هذه الأشياء ولكن كيف يتسنى الجمع بين هذا الاهتمام بالشئون المنزلية .. وبين ذلك العنف الإجرامي الذي دار عشية أمس ؟ ! واضح أن هدف هؤلاء الذين اختطفوني أن يجعلوا مني اداة صالحة للاستعمال في كافة المجالات وليس في مجال واحد فقط هو . ويستحسن أن نسميه . مجال وظائف الأعضاء !! لقد كنت في بيتي وفي حياتي الأصلية - بكل تأكيد - شخصاً .. ذا اسم وذا حالة اجتماعية .. وذا مهنة . أما هنا فلم اعد شيئا على الإطلاق ! أو على الأصح أصبحت هذه الأنا .. !! ولكن من تكون هذه الأنا ؟ ! هذا هو السؤال . المعرفة الحقيقة ينبغي أن أعرف من أنا في اعتقاد المختطفين ؟ ! ولكن للوصول إلى ذلك يتحتم علي أن أفعل كل ما يريدونه مني في اعتقادي شيئاً فشيئاً من خلال ما سيجعلونني أقوم به سأدرك في النهاية : من انا

قصة اغتصاب لويزا - قصص قصيرة

فجأة وبلا مقدمات .. يصفع سمعي صوت أجش غاضب صادر من الحجرة الأخرى ينادي باسم امرأة . باسم : « لويزا .. ولما كانت جميع الشواهد تدل على أن الشقة ليس بها سوانا أنا والرجل الذي كان نائم بجواري .. لذا وجب علي أن أفطن إلى أن الرجل إنما بنادیني وأن  لويزا ، هذه ليست إلا وأنا ... ها نحن - إذن . قد أمسكنا بأول الخيط : إن اسمي - عند هؤلاء الذين اختطفونی - هو  لویزا » . وسيطلب من هذه الـ لویزا ، - بطبيعة الحال - أن تسرع بالعودة إلى الحجرة فتقوم بشد الستائر وفتح النوافذ .. ثم إعداد الإفطار تماما کما توقعت وكما لم يكن من تأديته بدأ هكذا وشيئا فشيئا بدأت ملامح شخصيتي الجديدة » أما شخصيتي القديمة فقد تاهت ولن أعثر عليها أبداً.


مدونة عراقي



google-playkhamsatmostaqltradent